الخميس، 8 يوليو 2010

تطور النظرة التاريخية للموارد البشرية

لقد تغيرت نظرة المنظمات و المجتمعات الى الموارد البشرية عبر الزمن , الأمر الذى انعكس - وهو ما سيرد بيانة - على اسم العلم المعنى بهذة  الموارد و على مسمى الكيان التنظيمى المسئول بالدرجة  الأولى عنها . 


وينبغى التنوية الى انة لا يوجد اتفاق حول الباحثين حول مراحل التطور الفكرى فى النظرة للموارد البشرية , ذلك أنهم يختلفون حول الحدود الزمنية لكل مرحلة , كما ان التقسيم يشير الى معايير تحكمية .


1- مرحلة ما قبل الثورة الصناعية ( ماقبل 1770 ) :
ففى هذة المرحلة  لم تكن المجتمعات معتادة على التغيير السريع , كما لم تكن الهياكل الاجتماعية مرنة بدرجة كبيرة . وقد انعكس ذلك على النظرة للمورد البشرى على أنة كائن شامل يقوم بمهام كلية , فالنجار مثلا كان يقوم بصناعة المنتجات الخشبية وبيعها وتوفير المواد الخام وقطع الأشجار .


2- مرحلة الثورة الصناعية (1770 - 1840 ) :
حيث شهدت هذة المرحلة تطورات هائلة لعل من ابرزها التحول من الصناعة اليدوية الى الصناعة الألية و أصبحت الألة تقوم الى جانب الانسان بالعمل , وبدأ المورد البشرى يشعر بعدم امتلاكة للمكان, و أن وجودة كان يشبة وجود الآلات و المواد من أجل خلق الثورة . ومعنى ذلك أن تكوين الثروة هو الشاغل الاقتصادى الأول للمجتمعات فى هذة المرحلة مع اعطاء اعتبار محدود لحاجات الأفراد , و من ثم كانت النظرة للمورد البشرى على أنة مجرد نفر أو خادم أو مستخدم servant يتقاضى أجر.


3- مرحلة الاصلاح الجتماعى ( 1840- 1870 ) :
ازاء الآثار السلبية التى تمخضت عن ممارسات الباحثين عن الثروة بأى ثمن , كان لابد من التفكير فى الحد من هذة الآثار و ذلك من خلال النظر الى الموارد البشرية بصورة أكثر انسانية و ذلك بمراعاة احتياجاتهم من خلال استصدار بعض التشريعات المنظمة لساعات العمل وظروفة و غيرها .


4- مرحلة الادارة العلمية ( 1870 - 1925) :
اتسمت هذة المرحلة بالتخصص و تقسيم العمل , و أصبح المورد البشرى مطالبا بالعمل بالطريقة المناسبة فى كل مرة يتم فيها أداء العمل . وقد انعكس ذلك على النظر الى المورد البشرى باعتبارة آلة أو ترس فى آلة , فالآلة لكى تعمل لابد من تزويدها بالطاقة المحركة , و الانسان لكى يعمل لا بد من تحفيزة ماديا. ومن هنا ظهر خلال هذة المرحلة مفهوم الكائن المادى " الاقتصادى" و أهملت الحاجات النفسية و الاجتماعية للمورد البشرى , مما أدى الى وأد القدرات و المهارات الابداعية والابتكارية لدية . 



5- مرحلة العلاقات الانسانية ( 1925- 1945) : 
تحول الاهتمام خلال هذة المرحلة الى التركيز على العوامل السيكولوجية و الاجتماعية للمورد البشرى بمعنى انتاجية العامل لا تتوقف فقط على العوامل المادية و الاقتصادية , وتغيرت بالتالى النظرة للمورد البشرى من كونة " كائن اقتصادى" الى كونة " كائن اجتماعى" لة مشاعر و أحاسيس تتأثر بفعل ظروف معية كعلاقات العمل , نماذج القيادة , مساندة الادارة .


6- مرحلة نظرية النظم و علم بحوث العلميات ( 1945 - 1970) :
انصب الاهتمام خلال هذة المرحلة على تطبيق مفهوم نظرية النظم System Theory و استخدام أساليب بحوث العمليات و هى أساليب رياضية فى التوصل الى حلول مثلى للمشكلات الادارية . 


وقد ساعدت الحاسبات الآلية ( الكمبيوتر) فى هذا الصدد . وقد ساد اعتقاد لدى البعض خلال هذة المرحلة بأن الحاسب الآلى يمكن ان يحل محل الانسان , ومن ثم تقلص الاهتمام بلآلة ( أى الحاسب الآلى ) رغم أن هذا المورد هو الذى طور الآلة وظهر من يروجون لما يعرف بالتكنولوجسا كثيفة رأس المال Capital Intensive Technology على حساب التكنولوجيا كثيفة العمالة Labour Intensive Technology .


7- مرحلة مدخل الموارد البشرية ( 1970 - الأن ) :
خلال هذة المرحلة شاع استخدام الموارد البشرية Human Resources Approach لزيادة فعالية المنظمة و اشباع حاجات الموارد البشرية فى نفس الوقت من منطلق أن حاجات المنظمة و العاملين فيها حاجات مشتركة ومتسقة مع بعضها البعض , وكذلك لا يمكن اشباع أى منها على حساب الأخرى .


ويركز هذا المدخل على ادارة البشر كمورد و ليس كعامل انتاج ( أى عنصر من عناصر الانتاج)  ومعنى ذلك أنة مورد قابل للنضوب أو للنفاذ , ومن ثم يجب المحافظة علية وتوظيفة بشكل سليم و استثمارة الاستثمار الفضل بما يحقق اهداف المنظمة و العاملين فى آن واحد من خلال المنافع التى تتحقق من جراء هذا الاستثمار فى شكل زيادة الانتاج.




_____________________________________
تم اقتباس هذا الموضوع من كتاب الدكتور أيمن عشوش 
أستاذ ادارة الأعمال 
كلية تجارة - جامعة القاهرة 
لايحق لأى شخص اقتباس أى جزء ونقلة لمواقع أخرى بدون ذكر صاحب الموضوع و هذا الموقع 

0 التعليقات:

إرسال تعليق

free counters